recent
أخبار ساخنة

كيف تتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي بهرموناتنا؟

 

كيف تتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي بهرموناتنا؟

 الثورة الصامتة

تُحدث وسائل التواصل الاجتماعي ثورة كيميائية صامتة داخل أدمغتنا، حيث تتلاعب بمستويات هرموناتنا الأساسية متحكمةً في مزاجنا وسعادتنا ونومنا. هذه المنصات مصممة لاستغلال آليات المكافأة في الدماغ، مما يجعلنا نعود إليها بشكل متكرر، وفيما يلي شرح لكيفية تأثيرها على أربعة هرمونات رئيسية

تُحدث وسائل التواصل الاجتماعي ثورة كيميائية صامتة داخل أدمغتنا، حيث تتلاعب بمستويات هرموناتنا الأساسية متحكمةً في مزاجنا وسعادتنا ونومنا. هذه المنصات مصممة لاستغلال آليات المكافأة في الدماغ، مما يجعلنا نعود إليها بشكل متكرر، وفيما يلي شرح لكيفية تأثيرها على أربعة هرمونات رئيسية
كيف تتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي بهرموناتنا؟


كيف تتلاعب وسائل التواصل الاجتماعي بهرموناتنا؟


 الدوبامين نشوة المكافأة الفورية

 

يُعرف الدوبامين بـهرمون السعادة والمكافأة، وهو يلعب دورًا محوريًا في الشعور بالمتعة والتحفيز. عند تلقي إشعار بإعجاب أو تعليق إيجابي أو إعادة نشر، يفرز الدماغ الدوبامين، مما يمنحنا شعورًا فوريًا بالرضا. وقد أظهرت دراسة أن التفاعل الاجتماعي الإيجابي على هذه المنصات يمكن أن يزيد من مستويات الدوبامين بنسبة تصل إلى 10%

 

هذا النظام من المكافآت الفورية وغير المتوقعة

 فأنت لا تعرف متى ستتلقى إشعارًا يحفز إفراز الدوبامين بقوة، مما يخلق حلقة إدمانية تدفعنا إلى تفقد هواتفنا باستمرار بحثًا عن تلك الجرعة من السعادة الوقتية ومع مرور الوقت، يمكن أن يتحول هذا السلوك من مجرد ترفيه إلى إدمان حقيقي، حيث تصبح الأنشطة الأخرى التي تتطلب جهدًا أكبر أقل إمتاعًا.

 

السيروتونين تعديل المزاج الاصطناعي

 

السيروتونين هو ناقل عصبي أساسي لتعديل المزاج والشعور بالسعادة والراحة. يُفرز هذا الهرمون بشكل طبيعي عند التعرض للطبيعة أو ممارسة التأمل والروحانيات. لكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي يزيد أيضًا من إنتاجه، مما يمنح إحساسًا زائفًا بالهدوء والرضا. هذا التأثير يجعل الشخص يلجأ إلى التصفح اللاواعي كوسيلة لتحسين مزاجه، معتقدًا أنه يعيش لحظة من الاسترخاء بينما هو في الواقع يبتعد عن المصادر الطبيعية والصحية للسيروتونين.

 

 الأوكسيتوسين وهم الترابط الاجتماعي

 

يُطلق على الأوكسيتوسين هرمون الحب أو هرمون العناق لدوره الحيوي في بناء الثقة والترابط الاجتماعي الحقيقي بين البشر. يُفرز هذا الهرمون عند التلامس الجسدي والعناق والتفاعلات الإنسانية الوثيقة.

 

تقدم وسائل التواصل الاجتماعي بديلاً زائفًا لهذا الترابط

فعندما نتلقى تفاعلات إيجابية مثل القلوب الحمراء أو التعليقات الداعمة، يفرز الدماغ الأوكسيتوسين، موهمًا إيانا بحدوث اتصال اجتماعي حقيقي. وعلى الرغم من أن هذا قد يعزز الشعور بالانتماء مؤقتًا، إلا أن العلاقات الإلكترونية لا يمكن أن تحل محل التواصل وجهًا لوجه. فالاعتماد على التفاعلات الافتراضية للحصول على الأوكسيتوسين قد يقلل من التواصل الاجتماعي المباشر ويفاقم مشاعر العزلة والوحدة على المدى الطويل.

 

 الميلاتونين اضطراب النوم بسبب الضوء الأزرق

 

الميلاتونين هو الهرمون المسؤول عن تنظيم دورة النوم والاستيقاظ في الجسم. مع غروب الشمس وانخفاض الضوء الطبيعي، تبدأ أدمغتنا في إنتاج الميلاتونين، مما يرسل إشارات للجسم للاسترخاء والاستعداد للنوم.

 

تُصدر شاشات الهواتف والأجهزة الإلكترونية ضوءًا أزرق عالي الطاقة

 يثبط إنتاج الميلاتونين. عندما نتعرض لهذا الضوء في الليل، يخدع الدماغ ليعتقد أن الوقت لا يزال نهارًا، مما يؤخر الشعور بالنعاس ويجعل النوم أكثر صعوبة. حتى التعرض القصير للضوء الأزرق قبل النوم يمكن أن يقلل من مستويات الميلاتونين ويؤثر سلبًا على جودة النوم.

 فى الختام

إن قلة النوم أو اضطرابه تؤثر بدورها على هرمونات السعادة في اليوم التالي، حيث تقل حساسية مستقبلات الدوبامين، مما يؤدي إلى الشعور بانعدام الطاقة والتحفيز، وهذا يدفع الشخص للعودة مرة أخرى إلى دوامة وسائل التواصل الاجتماعي للحصول على تعويض سريع.



author-img
Tamer Nabil Moussa

تعليقات

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق
    google-playkhamsatmostaqltradent